الدكتور جهاد بيسفكي... أول رجل دين مسلم يفتح المساجد للإيزيديين في دهوك خلال الإبادة
في واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ العراق الحديث، لمع اسم الدكتور جهاد بيسفكي كرجل دين وإنسان قبل كل شيء. بينما كانت الإبادة الجماعية تلاحق الإيزيديين في سنجار عام 2014، اتخذ الدكتور جهاد موقفًا جريئًا لم يتخذه أحد قبله في محافظة دهوك: فتح أبواب المساجد والجوامع أمام الإيزيديين الهاربين من الموت.
ولم يكتفِ فقط بفتح الأبواب، بل كان أول مسلم من دهوك يهبّ لنجدة الإيزيديين بمساعدات إنسانية مباشرة، متحديًا بذلك صمتًا شعبيًا ودينيًا ساد تلك المرحلة الحرجة.
❝ تمنيت لو لم أولد... لحجم الفاجعة ❞
في مقابلة مع قناة سما، أطلق الدكتور جهاد كلمات مؤثرة تعكس حجم الألم الذي يعيشه حتى اليوم عند تذكّره لتلك المأساة، حيث قال:
"تمنيت لو كنت ميتًا ولم أرَ إبادة تُرتكب بحق الإيزيديين... أو بالأصح تمنيت أنني لم أولد أصلًا، لكبر حجم الفاجعة التي تعرض لها إخواننا."
❝ الدين لا يبرر الجريمة ❞
في حديثه، شدد الدكتور جهاد على أن الإنسانية فوق الانتماءات، وأن من يرتكب جرائم بحق الأبرياء لا يمثل أي دين، بل يهدم جوهره:
"من يتعدى على إنسان، مهما كان دينه أو عقيدته، فكأنما خرّب مكة المكرمة."
❝ لحظة لا تُنسى... ❞
واستذكر موقفًا عالقًا في ذاكرته من أحد الإيزيديين الذين لجأوا إليه، وقال:
"عندما أتذكر يوم الإبادة، أتذكر شيخًا مسنًا تقدّم إليّ وقال: 'هؤلاء المسلمون الذين خلفنا يقتلوننا، وأنتم تفتحون لنا الجوامع'، ثم قبّل جبيني وشكرني، وشكر كل من كان معي."
موقف يُخلَّد
موقف الدكتور جهاد بيسفكي لا يُنسى، ويشكّل علامة فارقة في سجل التعايش الإنساني والديني في العراق. فهو لم يكن فقط رجل دين، بل كان في تلك اللحظة صوت الضمير، والرمز الحقيقي للأخوّة بين مكوّنات الوطن.
إرسال تعليق
0تعليقات