ناجية إيزدية ترفع صوتها في الكونغرس الأميركي: 11 عاماً من الألم دون عدالة
رغم مرور أحد عشر عاماً على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الكورد الإيزديين، لا تزال آثار تلك المأساة ماثلة في الذاكرة الجماعية، وجراح الضحايا لم تندمل بعد.
من بين الناجيات، تقف نافين، فتاة كردية إيزدية، شاهدة على المأساة وساعية لتحقيق العدالة. أُسرت نافين وهي في سن الحادية عشرة، وعاشت لسنوات في قبضة التنظيم الإرهابي، قبل أن تُنقذ عام 2016. وصلت إلى الولايات المتحدة قبل ستة أشهر فقط، لكنها لم تأتِ لتبدأ حياة جديدة فحسب، بل لتكون صوتاً للذين لا يزالون يعانون في صمت.
شاركت نافين، مؤخراً، في فعالية داخل مبنى الكونغرس الأميركي لإحياء ذكرى الإبادة الإيزدية، إلى جانب عدد من المسؤولين والشخصيات المؤثرة، مطالبة بالعدالة، وكاشفة عن مصير مجهول يلاحق أفراداً من عائلتها.
"تم إنقاذي في 2016، لكن لا نزال نجهل مصير والدي وأشقائي وعمّي، نطالب الحكومة بالمساعدة في البحث عن مفقودينا، والوقوف إلى جانب من نجا من قبضة داعش".
التعليم.. حلم مؤجل وجراح نفسية
تؤكد نافين على أن ما عاشته لم يكن مجرد معاناة آنية، بل امتدت آثارها إلى مستقبلها. لقد حُرمت من حقها في التعليم، مثل آلاف الأطفال الإيزديين.
"لم نكمل دراستنا، نريد أن نتعلم ونكمل تعليمنا ونحصل على حقوقنا. لم يكن لنا ذنب، كنا أطفالاً نشاهد القتل والاختطاف والضرب. إنها صدمة حقيقية، ولا أحد يفهم ما نشعر به".
دعوات دولية وتحذيرات من التخاذل
في الكونغرس، توافقت أصوات الناجين والناشطات مع منظمات حقوقية دولية طالبت بإنهاء الإهمال الرسمي، وإعادة إعمار المناطق المنكوبة، وعلى رأسها قضاء سنجار.
پَري إبراهيم، المديرة التنفيذية لمؤسسة Free Yezidi Foundation، وجهت انتقادات صريحة لحكومتي العراق وإقليم كوردستان، مشيرة إلى غياب أي تقدم ملموس رغم مرور أكثر من عقد:
"جئنا إلى الكونغرس لنُسمع صوت شعبنا، لأن شيئاً لم يتحقق حتى الآن. حكومة العراق كانت تملك 153 مليار دولار عام 2024، لماذا لم تُصرف أي منها على سنجار؟"
أكثر من 200 ألف نازح بلا أمل في العودة
من جهتها، حذرت نادين ماينزا، المفوضة السابقة في اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية (USCIRF)، من التلكؤ الدولي في التعامل مع المأساة، وقالت:
"مرّ 11 عاماً، ولا تزال الحكومة العراقية غير جادة في إعادة إعمار سنجار. يجب على القادة السياسيين التوقف عن إصدار بيانات التعاطف فقط، والبدء بالضغط الجاد من أجل التغيير".
ورغم توافر الموارد، لا تزال العوائق السياسية والأمنية تحول دون عودة أكثر من 200 ألف نازح إيزدي إلى ديارهم، حيث تقبع سنجار في حالة من الإهمال والتدمير، بانتظار إعادة إعمارها.
الختام: العدالة المؤجلة
الإيزديون، وعلى رأسهم الناجون والناجيات، يواصلون المطالبة بثلاثة أمور رئيسية: تحقيق العدالة، إعادة الإعمار، وضمان العودة الآمنة والكريمة إلى ديارهم. وحتى يتحقق ذلك، ستبقى أصوات مثل نافين، تطرق أبواب العالم بحثاً عن حقٍ لم يعد من الممكن تجاهله.
إرسال تعليق
0تعليقات