1000060811 ما علاقة التمريض بالديانة المسيحية؟

ما علاقة التمريض بالديانة المسيحية؟

غيث المجهول
By -
1


مقدمة

التمريض ليس مجرد مهنة تُمارَس في المستشفيات والعيادات، بل هو رسالة إنسانية نبيلة تنبع من قيم العطاء والرحمة. وفي الديانة المسيحية، يُعد التمريض أحد أسمى صور المحبة العملية. فما العلاقة بين التمريض والمسيحية؟ وكيف ساهمت المسيحية في تطوير مهنة التمريض؟



التمريض في ضوء تعاليم المسيح


تُركز المسيحية على قيم الرحمة، المحبة، وخدمة الآخرين. وقد جسّد السيد المسيح هذه المبادئ بنفسه، إذ كان يداوي المرضى ويواسي المتألمين. في الإنجيل، يقول المسيح:


> "كنت مريضًا فزرتموني" (متى 25:36)




وهذه الآية توضح أن زيارة المريض وخدمته هي خدمة مباشرة لله. لذلك، ينظر المسيحيون للتمريض على أنه تعبير عملي عن المحبة المسيحية، ورسالة مقدسة تخدم الإنسان وتكرّم الله.



الدور التاريخي للكنيسة في التمريض


منذ القرون الأولى، لعبت الكنيسة دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية، خصوصًا في العصور التي لم تكن فيها أنظمة طبية منظمة.


أسست الكنائس والرهبانيات أول المستشفيات في أوروبا والشرق.


كانت الراهبات والرهبان يقدمون الرعاية للمرضى والفقراء كجزء من واجبهم الديني.


ظهرت شخصيات بارزة مثل فلورنس نايتينغيل، وهي ممرضة مسيحية تُعد مؤسسة التمريض الحديث، والتي اعتبرت التمريض "دعوة إلهية".





القديسون والتمريض


في المسيحية، هناك قديسون معروفون بخدمتهم الطبية والتمريضية، منهم:


القديس لوقا الإنجيلي: طبيب ومبشر كتب أحد الأناجيل.


القديس داميان: اعتنى بمرضى الجذام حتى نهاية حياته.


القديسة إليزابيث الهنغارية: كرّست حياتها لرعاية الفقراء والمرضى.



كل هؤلاء يُعدّون نماذج للمحبة العملية، التي تتجلى اليوم في مهنة التمريض.




التمريض كمهنة روحية


العديد من المسيحيين يعتبرون التمريض ليس فقط وظيفة، بل دعوة روحية، لأنه يجمع بين:


العطاء بلا مقابل


تحمل الألم مع الآخرين


الرحمة والرعاية الجسدية والنفسية

وكلها صفات تمجد الله بحسب المعتقد المسيحي.


التمريض المسيحي في العصر الحديث


حتى اليوم، ما زالت المؤسسات المسيحية حول العالم – الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية – تدير آلاف المستشفيات والمدارس التمريضية، ولا تزال الراهبات والمسيحيون المتدينون يعملون في الخطوط الأمامية للتمريض، خاصة في الأماكن الفقيرة أو المنكوبة.





---


خاتمة


التمريض والمسيحية يشتركان في هدف سامٍ: خدمة الإنسان بكرامة ورحمة.

فالتمريض هو امتداد عملي للمحبة التي نادت بها المسيحية، وهو رسالة تتجاوز الحدود الدينية لتصبح خدمةً للبشرية جمعاء.

إرسال تعليق

1تعليقات

إرسال تعليق