الشابة الإيزيدية فوزية أمين سيدو، التي اختطفتها عناصر تنظيم "داعش" في عام 2014 من سنجار وهي في سن الحادية عشرة، تم تحريرها مؤخرًا من قطاع غزة بعد سنوات من المعاناة والاستغلال. وتبلغ فوزية الآن 21 عامًا، وعاشت ظروفًا قاسية منذ اختطافها، حيث تم بيعها واستغلالها من قبل مقاتلي "داعش" ثم نقلها عبر شبكات التهريب إلى تركيا، ومنها إلى مصر، قبل وصولها إلى غزة عام 2020.
في عام 2014، اختطف مسلحو "داعش" فوزية وشقيقيها، وانتقلت إلى مدينة الرقة السورية حيث تم بيعها لمقاتلين من التنظيم الذين ارتكبوا انتهاكات بحقها قبل أن تُجبر على الزواج من مقاتل فلسطيني في صفوف "داعش" كان يبلغ من العمر 24 عامًا. عانت فوزية العنف والإساءة الجسدية والنفسية على مدى سنوات، خاصة بعد أن تم إخبارها زورًا بأن جميع أفراد عائلتها قد قتلوا، مما جعلها غير قادرة على التمييز بين الحقيقة وما تم التلاعب به من قبل خاطفيها.
ظروف انتقال فوزية إلى غزة
نقلت فوزية إلى غزة بعد وفاة زوجها في سوريا، حيث ساعدت عائلته الفلسطينية بالتعاون مع أفراد من "داعش" على تهريبها عبر تركيا ومصر باستخدام وثائق مزورة، لتعيش مع طفليها لدى عائلة زوجها الداعشي. ورغم محاولة فوزية التكيف مع حياتها الجديدة، إلا أن المعاملة القاسية واتهامها بالكفر جعلتا من حياتها صعبة. ونظرًا لتحريم المجتمع الإيزيدي لقبول الأطفال الذين ولدوا نتيجة اغتصاب من عناصر "داعش"، وجدت نفسها في موقف مأساوي، حيث لم تجد دعمًا من أهلها في العراق، كما لم ترغب عائلة زوجها الفلسطيني في السماح لها بمغادرة غزة مع طفليها.
عملية الإنقاذ الدولية
كانت "اندبندنت عربية" قد حصلت على تفاصيل بشأن عملية تحرير فوزية التي تمت بتنسيق بين عدة دول. استغرقت العملية شهورًا طويلة من التخطيط والتعاون بين ثلاث دول بوساطة أميركية، حيث كان التحدي الأكبر هو إيجاد مخرج آمن لفوزية من قطاع غزة المحاصر. وتواصل رجل الأعمال الكندي ستيف مامان، مؤسس منظمة "تحرير النساء والأطفال المسيحيين والإيزيديين في العراق"، مع الجهات الإسرائيلية والأميركية والعراقية لتنظيم عملية الإنقاذ. وفي تصريح له، أشار مامان إلى أن فوزية عاشت حالة من "متلازمة ستوكهولم"، فلم تستطع طلب المساعدة بسهولة، وظلت خاضعة لخاطفيها لفترة طويلة.
عندما بدأت عملية التحرير، واجه الفريق تحديات كبيرة؛ إذ طلبت عائلة زوج فوزية مبلغ 50 ألف دولار للسماح لها بالخروج من غزة، دون اصطحاب طفليها. تم إحباط المحاولة بعد تشديد السلطات المصرية الرقابة على حدودها مع غزة، مما دفع الفريق إلى التفكير في خطة بديلة.
اللحظات الأخيرة
تمكنت فوزية من الهرب من منزل عائلة زوجها في مايو 2023، حيث اختبأت لفترة قصيرة قبل أن تنجح الجهود الدولية في تأمين خروجها. بفضل التنسيق بين الجهات المعنية، نُقلت فوزية إلى الأردن عبر معبر جسر اللنبي، ثم إلى السفارة العراقية في الأردن، قبل أن تصل إلى العراق.
بعد عودتها، خضعت فوزية لتحقيقات قصيرة في بغداد وأربيل، ثم التقت أخيرًا بعائلتها، لتنتهي بذلك رحلتها المؤلمة التي استمرت عقدًا من الزمن.
إرسال تعليق
0تعليقات