الفنان "فارس بيباني" يُعيد إحياء تراث الإيزيديين من خلال رسم الجداريات

غيث المجهول
By -
0

 



الفنان فارس بيباني يقضي أيامه في إحياء تراث الإيزيديين عبر رسم جداريات في قرية بيبان الواقعة بمحافظة نينوى شمال العراق، بهدف تجميل المنطقة وتسليط الضوء على تاريخها الغني.


تُبرز الجداريات التي رسمها بيباني جوانب من التراث الإيزيدي القديم، مع التركيز على الحياة الريفية التقليدية التي عاشها سكان القرية، بما في ذلك مشاهد الفلاحة وأجواء الحياة اليومية التي كانت تُميز مجتمعهم.


تزين لوحات بيباني العديد من الجدران في الساحة الرئيسية للقرية، وهي المكان الذي تُقام فيه الاحتفالات الدينية والمناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف، مما يجعلها مركزًا للتفاعل المجتمعي والفني في آن واحد.


الفنان العراقي فارس بيباني، البالغ من العمر 55 عامًا، تحدث عن مبادرته قائلاً: "هذه الساحة هي مكان احتفالاتنا الدينية وأيضًا ساحة احتفالات الزواج في الغالب، فاقترحت إصلاح الجدران وصبغها برسم هذه الجداريات." يهدف مشروعه إلى ربط الأجيال الشابة بتراث أسلافهم، وإحياء هذا التراث الذي يكاد ينسى.


وأوضح بيباني أن الهدف من جدارياته هو ضمان أن لا يُنسى الفلكلور الإيزيدي. وأضاف: "الجيل السابق، أو من هم في عمري، شاهدوا الكثير من العادات القديمة والتراث بشكل مباشر، لكن الشباب اليوم يعرفون عن هذا التراث من خلال الصور فقط. ولهذا السبب كان الشبان يأتون لزيارتي أثناء الرسم، وكنت أشرح لهم كيف كانت حياتنا في الماضي."


من جانبه، قال عيدو برهيم، مدير مدرسة متقاعد من أهالي القرية: "الكثير من الشباب يُصابون بالدهشة عندما يرون هذه الجداريات التي تُمثل التراث القديم وحياة الفلاحة. يتساءلون: هل كان آباؤنا وأجدادنا يعيشون بهذه الطريقة؟ هل كانت هذه حياتهم وطريقة كسب رزقهم؟ حقًا، إنه إحياء للتراث القديم."


تجسد بعض لوحات الفنان فارس بيباني ما وصفته لجنة محققين مستقلة في جرائم الحرب، عيّنتها الأمم المتحدة، بأنه إبادة جماعية للإيزيديين. هذه الطائفة الدينية، التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 400 ألف شخص في شمال العراق، تعرضت لهجوم من قبل تنظيم "داعش" على مدينة سنجار في 3 أغسطس 2014.


وأوضح بيباني قائلاً: "هذه اللوحات رسمتها تعبيراً عن كارثة أو فاجعة سنجار، ومعظم اللوحات التي تشاهدونها تتعلق بهذه الكارثة." جداريات بيباني تسلط الضوء على معاناة الإيزيديين خلال هذه الفترة، حيث أودت جرائم تنظيم داعش بحياة الآلاف من الإيزيديين، بالإضافة إلى أسر العديد منهم، وإجبارهم على ممارسة الجنس القسري أو القتال في صفوف التنظيم.


بدأ بيباني مشروعه الفني في مارس 2022، وأكد أنه يعتزم الاستمرار في الرسم حتى يزين القرية بأكملها بهذه الجداريات التي تحمل رسائل مهمة عن التاريخ والتراث والمأساة التي عاشها أبناء طائفته.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)